قصيدة تقذف دماً وتنفث ناراً، نارَ الفراق ودمعَ بل دمَ الشوق تصخب بالآهات وحق لصاحبها ذلك فعذره أنه محب وهل على المحب من لوم؟!!!
ذكروا أن رجلاً كان لا يصاحب فقيل له في ذلك فقال : مخافة الفراق!!
شيئان لو بكت العيون عليهما** بالدمع حتى تأذنا بذَهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما **شرخ الشباب وفرقة الأحبابِ
آهٍ آه رب لا تبتلينا، واربط على قلوبنا، آمين،،
فكرتُ مرةً فوجدت آية من القرآن فيها أن فراق الأحباب عذاب نعم عذاب لاحول ولاقوة إلا بالله :
هي قول الله: "والذي آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم...........
فمنّ الله على هؤلاء الصالحين بأن ألحق بهم ذريتهم حتى يكتمل نعيمهم إذ كيف ينعم من يفارق حبيبه!!!! فمتع الله المؤمنين بالجلوس إلى أحبابهم، قال أبو السعود في تفسيره :"فيتمتعون تارةً بملاعبة الحور وأخرى بمؤانسة الإخوان المؤمنين".
وبعد، فهذه أبيات لشاعر مغمور قالها لما رحل عن بلده يريد أن يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتضى ذلك أن يترك أحبابه : زوجته، وأهله
واسم هذا المحدث- قائل هذه الأبيات - : أسلم بن سليمان، رحل من نيسابور إلى مرو ليكتب عن عبدالله بن المبارك فقال أبيات شعر انشدها لابن المبارك :
كأني به يكابد الصبابة وبكتوي بنار الشوق يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في بث ما في صدره فلم يظهر ألمه إلا في بيتين من القصيدة ثم انصرف إلى أشياء أخرى وليته أظهر نار فؤاده لنسلو بها ليته أطال شرح معاناته ووصف آهاته لكن كأنه تجلد وخشي أن يُذْهِب الانقياد للأحزان من سيره وراء هدفه ويصرفه وكأنه خاف أن تفضحه لسانه فيظهر ما في جنانه كما قال أبو فراس:
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة **ولكن مثلي لا يذاع له سرُّ
فهاكم زفراته وإليكم أنّآته :قال رحمه الله :
خلفت عرسي يوم السير باكيةً * يا ابن المبارك تبكيني برنّات
خلفتها سحراً في النوم لم أرها * ففي فؤادي منها شبه كَيَّات
أهلي وعرسي وصبياني رفضتهم * وسرت نحوك في تلك المفازات
أخاف والله قطاع الطريق بها * وما أمنت بها من لدغ حيَّات
مستوفزات بها رُقْش مشوهة * أخاف صولتها في كل ساعاتي
اجلس لنا كل يوم ساعةً بكراً * إن خفَّ ذاك والا بالعشيات
يا أهل مرو أعينونا بكفكم * عنا والا رميناكم بأبيات
لا تضجرونا فإنّا معشرٌ صُبر * وليس نرجو سوى رب السموات
م تحياتي
ذكروا أن رجلاً كان لا يصاحب فقيل له في ذلك فقال : مخافة الفراق!!
شيئان لو بكت العيون عليهما** بالدمع حتى تأذنا بذَهابِ
لم تبلغ المعشار من حقيهما **شرخ الشباب وفرقة الأحبابِ
آهٍ آه رب لا تبتلينا، واربط على قلوبنا، آمين،،
فكرتُ مرةً فوجدت آية من القرآن فيها أن فراق الأحباب عذاب نعم عذاب لاحول ولاقوة إلا بالله :
هي قول الله: "والذي آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم...........
فمنّ الله على هؤلاء الصالحين بأن ألحق بهم ذريتهم حتى يكتمل نعيمهم إذ كيف ينعم من يفارق حبيبه!!!! فمتع الله المؤمنين بالجلوس إلى أحبابهم، قال أبو السعود في تفسيره :"فيتمتعون تارةً بملاعبة الحور وأخرى بمؤانسة الإخوان المؤمنين".
وبعد، فهذه أبيات لشاعر مغمور قالها لما رحل عن بلده يريد أن يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتضى ذلك أن يترك أحبابه : زوجته، وأهله
واسم هذا المحدث- قائل هذه الأبيات - : أسلم بن سليمان، رحل من نيسابور إلى مرو ليكتب عن عبدالله بن المبارك فقال أبيات شعر انشدها لابن المبارك :
كأني به يكابد الصبابة وبكتوي بنار الشوق يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في بث ما في صدره فلم يظهر ألمه إلا في بيتين من القصيدة ثم انصرف إلى أشياء أخرى وليته أظهر نار فؤاده لنسلو بها ليته أطال شرح معاناته ووصف آهاته لكن كأنه تجلد وخشي أن يُذْهِب الانقياد للأحزان من سيره وراء هدفه ويصرفه وكأنه خاف أن تفضحه لسانه فيظهر ما في جنانه كما قال أبو فراس:
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة **ولكن مثلي لا يذاع له سرُّ
فهاكم زفراته وإليكم أنّآته :قال رحمه الله :
خلفت عرسي يوم السير باكيةً * يا ابن المبارك تبكيني برنّات
خلفتها سحراً في النوم لم أرها * ففي فؤادي منها شبه كَيَّات
أهلي وعرسي وصبياني رفضتهم * وسرت نحوك في تلك المفازات
أخاف والله قطاع الطريق بها * وما أمنت بها من لدغ حيَّات
مستوفزات بها رُقْش مشوهة * أخاف صولتها في كل ساعاتي
اجلس لنا كل يوم ساعةً بكراً * إن خفَّ ذاك والا بالعشيات
يا أهل مرو أعينونا بكفكم * عنا والا رميناكم بأبيات
لا تضجرونا فإنّا معشرٌ صُبر * وليس نرجو سوى رب السموات
م تحياتي