ضحايا الحب...شعراً
--------------------------------------------------------------------------------
الحب في لغـة الهـوى حرفـانِلكنـه يــوم الـنـوى لغـتـانِ
لغة القلـوب ولايفـك رموزهـاإلا فــؤاد دائــم الخـفـقـانِ
متوهج بلهيب ذكـرى لـو هـوتفي البحر ظل البحر في هيجـانِ
ومضـرج بـدم الشهـادة معلنـاًأسماء من ذبحوا علـى القربـانِ
ذابـت حشاشتـه ورقَّ خطـابـهفتجـاوبـت لحنيـنـه العيـنـانِ
بعثت لـه بالدمـع ألـف رسالـةٍمظـروفـة بكمـائـم الأجـفـانِ
فإذا قـرأت حروفهـا فـي ليلـةٍأيقنـت أن الحـب شـيء ثــانِ
الحـب ليـس قصيـدة عربـيـةمحبوكـة الأطــراف والأوزانِ
الحـب ليـس روايـةً منسوجـةًللعـرض والإعـلام والإعــلانِ
الحـب ليـس تهتكـا وتهافـتـاًوتظاهـراً بـمـرارة الحـرمـانِ
الحب ليـس مـن الدعـيّ مقالـةًمنحـوتـةً بعجـائـب البـلـدانِ
كـلا وليسـت خيـمـةً بـدويـةًمضروبة الأطناب فـي الصّـوانِ
ماكـان حبـاً مسرحيـةُ عـابـثٍأدوارهـا تصمـيـك بـالـدورانِ
الحـب ان يقـف الفـؤاد مولهـاًأنفاسـه مـن لاهـب النـيـرانِ
لو سال من جسم المحـب دمـاؤهكتبت حروف الحب في الجدرانِ!
ترمي العيون إليه وهـي نواعـسٌسهمين من وصلٍ ومـن هجـرانِ
فإذا التقى سهـم الوصـال بقلبـههزتـه ذكـر ملاعـب الولـدانِ
وإذا أتى بالهجـر سهـمٌ صائـبٌفهوالشهيـد بسـاحـة المـيـدانِ
وتثير أنفـاس الصبـاح بروحـهأشواق مَن رحلوا مـن الأوطـانِ
فيظل فـي بحـر التذكـر باكيـاًماعاد من صبـرٍ ومـن سلـوانِ
وإذا الصَّبَا هبت وحـلَّ أريجُهـاهجر الكرى ومجالـس الإخـوانِ
لـو مرَّطيـفُ حبيبـه بمنـامـهلارتاع وهو يُعَدُّ فـي الشجعـانِ!
أما الضلوع فلـو لمسـت لهيبهـالظننتهـا مـن لاهـب النـيـرانِ
هجر الرقاد وقد تصـدق بالكـرىفكأنـه يشكـو إلــى الـدَّبَـرَانِ
خلعت له الجوزاء مـن أسمالهـاثـوبَ السهـاد بليلـة الأحـزانِ
وكساه حتى الليـل بـردة عاشـقٍتغنيه عن خُلَـع وعـن قمصـانِ
تلقـاه مفجوعـاً يقـلِّـب كـفـهمتلهفاًكـالـوالـه الـحـيــرانِ
فـإذا غفـا فحبيبـه فـي جفنـهمتمثلاًفـي صـورة الخـجـلانِ
وإذا صحا فخيال من يهوى غـدافـي كـل ناحيـةٍ وكـلِّ زمـانِ
إن لاح برقٌ قـال بسمـة عاشـقٍأو ناح رعدٌ قال صـوت فـلانِ!
والصبح طلعـة وجهـه وجمالـهوالغيث يشبه دمع مـن يهوانـي!
ونشيد طير الروض يحيـي ميتـاًمن شوقه فـي سالـف الأزمـانِ
فهو المعـذب بالتجنـي حاضـراًوهو المسهّد مـن بنـي الإنسـانِ
من فرط ماقد راعـه يحنـو لـهحسـاده فهـو البعيـد الـدانـي
يالائمي في الحـب ليتـك ذقتـهوسقاك من جفنيه مَـن أسقانـي!
إن كنت تعذلنـي فجـرب ساعـةًهجر المحـبِّ وفرقـةَ الخـلانِ!
فلسوف تعذرنـي وتفقـه قصتـيوتبيـت أنـت مجـرَّحَ الأركـانِ
أنا ما هويـت مربربـاً ألحاظـهسِحـرٌ وفـوق لماتـه خــالانِ
ورموشه كسيوف هنـدٍ أُشرعـتضرباتُها تهـدي الـردى لجنـانِ
وعلى الجبين من الجمـال مهابـةٌوحـلاوةٌ مـن منـطـق فـتَّـانِ
فالنور مـن تلـك الثنايـا ذائـبٌوالشهد ترشـف شمعَـه شفتـانِ
وكلامـه سحـرٌ حـلالٌ متـرفٌيُنسيك عـذب معـازف العيـدانِ
كالخمـر إلا أنـه مـن سـكـرهلايصـحُ سامعـه مـن الإدمـانِ
سكرٌ من النغـم البـريء وأخـرٌمـن دفء حـبٍّ إنـه سـكـرانِ
قالـوا الثريـا علقـت بجبيـنـهوتـوضـأت بضيائـهـا كـفَّـانِ
ماروضةٌ فيحـاءُ باكرهـا النـدىوالغيـثُ مسَّاهـا علـى إبِّــانِ
والمسك في أعطاف كـل خميلـةٍماشئتَ من شيـحٍ ومـن ريحـانِ
والطَـلُّ فـي أردانهـا متمـاوجٌلله مــن طــلٍّ ومــن أردانِ
يوماً بأذكى مـن تضـوُّعِ عطـرهِكلاَّ ولا فـي الحسـن يستويـانِ
لم يسبني هـذا ولـم أُهـدي لـهحبي ولـم أرهـن عليـه جنانـي
كـلا وماأحللتـه مـن مهجـتـيروضـاً وماأسكنـتـه بستـانـي
عهـدُ الزيانـب كـلُّـه أُنسيـتُـهوذكرت كـل العمـر ماأنسانـي!
حبي لأعظـم مـن يُحَـبُّ وإنـهأهـل الثنـا والبـر والإحـسـانِ
حبي لمن منح الجميـل وزادنـيشرفاً وبصَّرني الهـدى وحبانـي
حبي لمالـك مهجتـي ولخالقـيولرازقي هو صاحـب السبحـانِ
شرفـي بأنـي عبـده يافرحتـيوالفخـر لـي يعبـادة الرحمـنِ
وعليه سـار الفائـزون جميعهـممتوجهيـن إلـى عظيـم الشـانِ
ولأجله بذلـوا النفـوس وعلقـتتلك الجماجـم والتقـى الجمعـانِ
سالت على حد السيوف دماؤهـموسعوا إلى التنكيـل فـي إذعـانِ
فمجنـدلٌ ومعـفِّـرٌ ومـضـرَّجٌومضمَّخٌ دامـي الملابـس قانـي
ومقطَّعُ الأوصالِ يُسحـب جسمـهفوق اللظى،يُشوى على الصّـوانِ
ومبعثَـرُ الأشـلاء لـو جمَّعتَـهألفيـتَـه بحـواصـلِ الغـربـانِ
قُتلـوا لأجـل مُحبِهِّـم وحبيبهـموسواهمـو لمحبـة النـسـوانِ!
فاعرف(ضحايا الحب)وأفعل فعلهمإن كان ذاك الفعـل فـي إمكـانِ
فإذا جبنت من القتال وخفت مـنوهج السيوف وزحمـة الشجعـانِ
وخشيت من وخز الرماح ولم تطقضرب الردى من فـارسٍ طعّـانِ
وبخلت بالنفـس النفيسـة موقنـاًأن العلا حُرِمَت علـى الكسـلانِ
فاهجر فراشـك والمنـام مهلِّـلاًيـوم الأذان يضـج فــي الأذانِ
واحضر إلى الصف المقدم ضارعاًمتملـقـاً لـلـواحـد الـديَّــانِ
واسكب دموعاً لا تصان لموقـفٍعنـد العظيـم مصـوِّر الأكـوانِ
واهتف بصوتٍ خافـتٍ متخشِّـعٍمتـصـدِّعٍ لعجـائـب الـقـرأنِ
ومعفِّـراً منـك الجبيـن ومعلنـاًنَدَمـاً بنطـقِ مقصِّـرٍ خـجـلانِ
فإذا أبيتَ ولـم تطـق هـذا ولـمتقـدر عليـه لسطـوة الشيطـانِ
فتمنَّ موتاً عاجـلاً وارحـل فمـاأقسى البقـاءَ لمفلـسٍ خسـرانِ!
من كتاب إشراقات-لدكتور.عائض القرني
--------------------------------------------------------------------------------
الحب في لغـة الهـوى حرفـانِلكنـه يــوم الـنـوى لغـتـانِ
لغة القلـوب ولايفـك رموزهـاإلا فــؤاد دائــم الخـفـقـانِ
متوهج بلهيب ذكـرى لـو هـوتفي البحر ظل البحر في هيجـانِ
ومضـرج بـدم الشهـادة معلنـاًأسماء من ذبحوا علـى القربـانِ
ذابـت حشاشتـه ورقَّ خطـابـهفتجـاوبـت لحنيـنـه العيـنـانِ
بعثت لـه بالدمـع ألـف رسالـةٍمظـروفـة بكمـائـم الأجـفـانِ
فإذا قـرأت حروفهـا فـي ليلـةٍأيقنـت أن الحـب شـيء ثــانِ
الحـب ليـس قصيـدة عربـيـةمحبوكـة الأطــراف والأوزانِ
الحـب ليـس روايـةً منسوجـةًللعـرض والإعـلام والإعــلانِ
الحـب ليـس تهتكـا وتهافـتـاًوتظاهـراً بـمـرارة الحـرمـانِ
الحب ليـس مـن الدعـيّ مقالـةًمنحـوتـةً بعجـائـب البـلـدانِ
كـلا وليسـت خيـمـةً بـدويـةًمضروبة الأطناب فـي الصّـوانِ
ماكـان حبـاً مسرحيـةُ عـابـثٍأدوارهـا تصمـيـك بـالـدورانِ
الحـب ان يقـف الفـؤاد مولهـاًأنفاسـه مـن لاهـب النـيـرانِ
لو سال من جسم المحـب دمـاؤهكتبت حروف الحب في الجدرانِ!
ترمي العيون إليه وهـي نواعـسٌسهمين من وصلٍ ومـن هجـرانِ
فإذا التقى سهـم الوصـال بقلبـههزتـه ذكـر ملاعـب الولـدانِ
وإذا أتى بالهجـر سهـمٌ صائـبٌفهوالشهيـد بسـاحـة المـيـدانِ
وتثير أنفـاس الصبـاح بروحـهأشواق مَن رحلوا مـن الأوطـانِ
فيظل فـي بحـر التذكـر باكيـاًماعاد من صبـرٍ ومـن سلـوانِ
وإذا الصَّبَا هبت وحـلَّ أريجُهـاهجر الكرى ومجالـس الإخـوانِ
لـو مرَّطيـفُ حبيبـه بمنـامـهلارتاع وهو يُعَدُّ فـي الشجعـانِ!
أما الضلوع فلـو لمسـت لهيبهـالظننتهـا مـن لاهـب النـيـرانِ
هجر الرقاد وقد تصـدق بالكـرىفكأنـه يشكـو إلــى الـدَّبَـرَانِ
خلعت له الجوزاء مـن أسمالهـاثـوبَ السهـاد بليلـة الأحـزانِ
وكساه حتى الليـل بـردة عاشـقٍتغنيه عن خُلَـع وعـن قمصـانِ
تلقـاه مفجوعـاً يقـلِّـب كـفـهمتلهفاًكـالـوالـه الـحـيــرانِ
فـإذا غفـا فحبيبـه فـي جفنـهمتمثلاًفـي صـورة الخـجـلانِ
وإذا صحا فخيال من يهوى غـدافـي كـل ناحيـةٍ وكـلِّ زمـانِ
إن لاح برقٌ قـال بسمـة عاشـقٍأو ناح رعدٌ قال صـوت فـلانِ!
والصبح طلعـة وجهـه وجمالـهوالغيث يشبه دمع مـن يهوانـي!
ونشيد طير الروض يحيـي ميتـاًمن شوقه فـي سالـف الأزمـانِ
فهو المعـذب بالتجنـي حاضـراًوهو المسهّد مـن بنـي الإنسـانِ
من فرط ماقد راعـه يحنـو لـهحسـاده فهـو البعيـد الـدانـي
يالائمي في الحـب ليتـك ذقتـهوسقاك من جفنيه مَـن أسقانـي!
إن كنت تعذلنـي فجـرب ساعـةًهجر المحـبِّ وفرقـةَ الخـلانِ!
فلسوف تعذرنـي وتفقـه قصتـيوتبيـت أنـت مجـرَّحَ الأركـانِ
أنا ما هويـت مربربـاً ألحاظـهسِحـرٌ وفـوق لماتـه خــالانِ
ورموشه كسيوف هنـدٍ أُشرعـتضرباتُها تهـدي الـردى لجنـانِ
وعلى الجبين من الجمـال مهابـةٌوحـلاوةٌ مـن منـطـق فـتَّـانِ
فالنور مـن تلـك الثنايـا ذائـبٌوالشهد ترشـف شمعَـه شفتـانِ
وكلامـه سحـرٌ حـلالٌ متـرفٌيُنسيك عـذب معـازف العيـدانِ
كالخمـر إلا أنـه مـن سـكـرهلايصـحُ سامعـه مـن الإدمـانِ
سكرٌ من النغـم البـريء وأخـرٌمـن دفء حـبٍّ إنـه سـكـرانِ
قالـوا الثريـا علقـت بجبيـنـهوتـوضـأت بضيائـهـا كـفَّـانِ
ماروضةٌ فيحـاءُ باكرهـا النـدىوالغيـثُ مسَّاهـا علـى إبِّــانِ
والمسك في أعطاف كـل خميلـةٍماشئتَ من شيـحٍ ومـن ريحـانِ
والطَـلُّ فـي أردانهـا متمـاوجٌلله مــن طــلٍّ ومــن أردانِ
يوماً بأذكى مـن تضـوُّعِ عطـرهِكلاَّ ولا فـي الحسـن يستويـانِ
لم يسبني هـذا ولـم أُهـدي لـهحبي ولـم أرهـن عليـه جنانـي
كـلا وماأحللتـه مـن مهجـتـيروضـاً وماأسكنـتـه بستـانـي
عهـدُ الزيانـب كـلُّـه أُنسيـتُـهوذكرت كـل العمـر ماأنسانـي!
حبي لأعظـم مـن يُحَـبُّ وإنـهأهـل الثنـا والبـر والإحـسـانِ
حبي لمن منح الجميـل وزادنـيشرفاً وبصَّرني الهـدى وحبانـي
حبي لمالـك مهجتـي ولخالقـيولرازقي هو صاحـب السبحـانِ
شرفـي بأنـي عبـده يافرحتـيوالفخـر لـي يعبـادة الرحمـنِ
وعليه سـار الفائـزون جميعهـممتوجهيـن إلـى عظيـم الشـانِ
ولأجله بذلـوا النفـوس وعلقـتتلك الجماجـم والتقـى الجمعـانِ
سالت على حد السيوف دماؤهـموسعوا إلى التنكيـل فـي إذعـانِ
فمجنـدلٌ ومعـفِّـرٌ ومـضـرَّجٌومضمَّخٌ دامـي الملابـس قانـي
ومقطَّعُ الأوصالِ يُسحـب جسمـهفوق اللظى،يُشوى على الصّـوانِ
ومبعثَـرُ الأشـلاء لـو جمَّعتَـهألفيـتَـه بحـواصـلِ الغـربـانِ
قُتلـوا لأجـل مُحبِهِّـم وحبيبهـموسواهمـو لمحبـة النـسـوانِ!
فاعرف(ضحايا الحب)وأفعل فعلهمإن كان ذاك الفعـل فـي إمكـانِ
فإذا جبنت من القتال وخفت مـنوهج السيوف وزحمـة الشجعـانِ
وخشيت من وخز الرماح ولم تطقضرب الردى من فـارسٍ طعّـانِ
وبخلت بالنفـس النفيسـة موقنـاًأن العلا حُرِمَت علـى الكسـلانِ
فاهجر فراشـك والمنـام مهلِّـلاًيـوم الأذان يضـج فــي الأذانِ
واحضر إلى الصف المقدم ضارعاًمتملـقـاً لـلـواحـد الـديَّــانِ
واسكب دموعاً لا تصان لموقـفٍعنـد العظيـم مصـوِّر الأكـوانِ
واهتف بصوتٍ خافـتٍ متخشِّـعٍمتـصـدِّعٍ لعجـائـب الـقـرأنِ
ومعفِّـراً منـك الجبيـن ومعلنـاًنَدَمـاً بنطـقِ مقصِّـرٍ خـجـلانِ
فإذا أبيتَ ولـم تطـق هـذا ولـمتقـدر عليـه لسطـوة الشيطـانِ
فتمنَّ موتاً عاجـلاً وارحـل فمـاأقسى البقـاءَ لمفلـسٍ خسـرانِ!
من كتاب إشراقات-لدكتور.عائض القرني