فهذه قصيدة ظريفة طريفة للشاعر الجزائري الراحل موسى الأحمدي نويوات رحمه الله ، عثرت عليها بالصدفة بين أوراقي ، أقدمها لقراء رواء و نقادها ... يصف فيها الشاعر بعض صنوف الطعام الجزائري بطريقة بديعة ، و الشاعر أديب شاعر و فقيه متبحر ، مات قريبا نسأل الله له الرحمة ، و لا يغيبن على بال القراء أني نقلت القصيدة برسمها الموجود عندي في أوراقي ، لهذا قد يطالها بعض التبديل و التغيير نظرا للغبش المنطبع عليها ، مما قد يسبب بعض الكسور العروضية ؛ و التي أرجوا من أدباء رواء أن يصححوها ، و إليكم الآن نص القصيد:
قال الشاعر
إِنِّي إلى اللحم يا جُنْدَ القِرَى قَرِمُ***وَفِي فُؤَاِديَ مِنْهُ النَّارُ تَضْطَرِمُ
لَحْمُ الخِرَافِ إِذَا مَا طَابَ يُعْجبني***والطب قال:بهِ الأَدْوَاءُ تَنحسمُ
يزيدُ فِي الوَجْهِ نُورًا سُرَّ نَاظِرُهُ***ولا يَنَالُ الذَي أَدامَهُ السَّأمُ
مَا اَجْمَلَ الَّلحمَ فَوقَ النَّارِ تُنضِجُهُ***والسَّمْنُ في جوفه والجمع يَبْتَسِمُ
أما الحساء فمالي عنه مُصْطَبَرٌ***بِهِ وبالكُسْكُسِى اللَّذَّاتُ تنسجمُ
حساء لحم الدجاج بالفريك لهُ***طعمٌ عَجيبٌ إليه تَنْشَطُ الهممُ
والحوتُ ان أَتَقَنَ الطَّاهِي طِبَاخَتَهُ***فاق الحَنِيذَ بهذا قال بعضُهُمُ
والرُّزُّ والعَيْنَ و الكِفْتَاةُ بينهمُ+++ وَكُلُّ مَا يُشْتَهَى في البيت منتظم
موائدٌ فوقَهَا ما لَذَّا من أَكَلٍ***والماءُ كالشَّهدِ في أكوابه شبمُ
وقال للقَومِ داعيهم الا انتبهوا***هذي الموائد قد مُدَّت هَيَا انتظموا
هَبُّوا إليهَا كَأُسدِ الغابِ يدفعهم***شَوقٌ الى مَا حَوتْ وكُلُهمْ بهمُ
رجالُ حربٍ لدى الهيجاءِ تعرفهُمْ***مَا منهُمُ أَحدٌ في الرَّوعِ يَنْهَزِمُ
سَلُّوا السيوف وراحوا يفتكون بها***فَتكَ الحَقُود بمن زَلَّت بهِ القدمُ
فالخبزٌ مُبتلَعٌ والحَسْوُ مُنْسَرِطٌ***والرَّزَّ مُلْتَقَمٌ واللَّحمُ مُلتهَمُ
والشوك تعمل والأضراس طاحنة***والبطن يكبر والمضيف يحتدم
لَكنهُ قَلَّ من في الحَرْبِ يَثْبُتُ فِي***يَومِ الكِفاحِ إذا ما استُوقِدَ الضَّرَمُ
الا الذي هو في ذا الجمع يُنْشِدُكُم***فَانَّهُ بَطلٌ بل مُفْرَدٌ عَلَمٌ
الحَسْوُ والرُّزُّ والمَطْلُوعُ يَعْرِفُنِي***والكَعْكُ والخبز و الكسكاس واللحم
والبرتقال له في الناس سمعته***والموز والعنب المُصْفَرَّ مُحترم
ولي شُهُود على ما قلت تشهد لي***بأنني في ميادين القِرى نهم
أشم كالقط ريح اللحم من بُعُدٍ***فاستريح وما ازْدَرْدَتُّ ينهضم
كأنني ما أكلت الخبز من زمن***وما شربت ولم يفتح لذاك فم
فلا تظنوا رفاقي ان ثمة من***في الناس غيري لذا الطعام يلتهم
يمناي كالبرق للأخباز خاطفة***وفي حشاي رحًى كالنار تضطرِمُ
تَرْحي الحجارةَ بل ترْحِي الحديدَ وما***تنفك غرثى أخي لانها حطم
وهل هلال أو البراش ميسرة***أو ابن هند فشافي البلع ذكرهم
وهل سليمان مثلي في شراهته***وهل يشق غباري في الورى نهم؟؟
شكرا جزيلا لمن يا قوم أكرمنا***وهكذا فليكن أمثاله الكرم
ولست اغمط حق الآكلين فهم***ذخري وفخري وجمعي احتمي بهم
فالله يجزيهم خيرا ويحفظهم***من كل ما يستعيذ منه جمعهم
قال الشاعر
إِنِّي إلى اللحم يا جُنْدَ القِرَى قَرِمُ***وَفِي فُؤَاِديَ مِنْهُ النَّارُ تَضْطَرِمُ
لَحْمُ الخِرَافِ إِذَا مَا طَابَ يُعْجبني***والطب قال:بهِ الأَدْوَاءُ تَنحسمُ
يزيدُ فِي الوَجْهِ نُورًا سُرَّ نَاظِرُهُ***ولا يَنَالُ الذَي أَدامَهُ السَّأمُ
مَا اَجْمَلَ الَّلحمَ فَوقَ النَّارِ تُنضِجُهُ***والسَّمْنُ في جوفه والجمع يَبْتَسِمُ
أما الحساء فمالي عنه مُصْطَبَرٌ***بِهِ وبالكُسْكُسِى اللَّذَّاتُ تنسجمُ
حساء لحم الدجاج بالفريك لهُ***طعمٌ عَجيبٌ إليه تَنْشَطُ الهممُ
والحوتُ ان أَتَقَنَ الطَّاهِي طِبَاخَتَهُ***فاق الحَنِيذَ بهذا قال بعضُهُمُ
والرُّزُّ والعَيْنَ و الكِفْتَاةُ بينهمُ+++ وَكُلُّ مَا يُشْتَهَى في البيت منتظم
موائدٌ فوقَهَا ما لَذَّا من أَكَلٍ***والماءُ كالشَّهدِ في أكوابه شبمُ
وقال للقَومِ داعيهم الا انتبهوا***هذي الموائد قد مُدَّت هَيَا انتظموا
هَبُّوا إليهَا كَأُسدِ الغابِ يدفعهم***شَوقٌ الى مَا حَوتْ وكُلُهمْ بهمُ
رجالُ حربٍ لدى الهيجاءِ تعرفهُمْ***مَا منهُمُ أَحدٌ في الرَّوعِ يَنْهَزِمُ
سَلُّوا السيوف وراحوا يفتكون بها***فَتكَ الحَقُود بمن زَلَّت بهِ القدمُ
فالخبزٌ مُبتلَعٌ والحَسْوُ مُنْسَرِطٌ***والرَّزَّ مُلْتَقَمٌ واللَّحمُ مُلتهَمُ
والشوك تعمل والأضراس طاحنة***والبطن يكبر والمضيف يحتدم
لَكنهُ قَلَّ من في الحَرْبِ يَثْبُتُ فِي***يَومِ الكِفاحِ إذا ما استُوقِدَ الضَّرَمُ
الا الذي هو في ذا الجمع يُنْشِدُكُم***فَانَّهُ بَطلٌ بل مُفْرَدٌ عَلَمٌ
الحَسْوُ والرُّزُّ والمَطْلُوعُ يَعْرِفُنِي***والكَعْكُ والخبز و الكسكاس واللحم
والبرتقال له في الناس سمعته***والموز والعنب المُصْفَرَّ مُحترم
ولي شُهُود على ما قلت تشهد لي***بأنني في ميادين القِرى نهم
أشم كالقط ريح اللحم من بُعُدٍ***فاستريح وما ازْدَرْدَتُّ ينهضم
كأنني ما أكلت الخبز من زمن***وما شربت ولم يفتح لذاك فم
فلا تظنوا رفاقي ان ثمة من***في الناس غيري لذا الطعام يلتهم
يمناي كالبرق للأخباز خاطفة***وفي حشاي رحًى كالنار تضطرِمُ
تَرْحي الحجارةَ بل ترْحِي الحديدَ وما***تنفك غرثى أخي لانها حطم
وهل هلال أو البراش ميسرة***أو ابن هند فشافي البلع ذكرهم
وهل سليمان مثلي في شراهته***وهل يشق غباري في الورى نهم؟؟
شكرا جزيلا لمن يا قوم أكرمنا***وهكذا فليكن أمثاله الكرم
ولست اغمط حق الآكلين فهم***ذخري وفخري وجمعي احتمي بهم
فالله يجزيهم خيرا ويحفظهم***من كل ما يستعيذ منه جمعهم